الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الأمين، وبعد:
لا يجوز تركيب الأظافر شرعًا؛ لأن ذلك مخالف للفطرة. قال صلى الله عليه وسلم: "خمس من الفطرة: وذكر منها "وتقليم الأظفار" [رواه مسلم (620)]. فالمسلم مأمور أن يقلم أظافره لا أن يطيلها ويركب عليها غيرها؛ لأن الفطرة: هي السنة القويمة والخلقة المبتدأة، والفطرة هي ما يجب أن يكون عليه الإنسان في حياته.
لذا روى أنس رضي الله عنه قال: "وقّت لنا في قص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة أن لا نترك أكثر من أربعين ليلة" [رواه مسلم (622)]. والمعنى أن لا تُترك تركًا يتجاوز الأربعين حتى لا تطول وتفحش.
كما أن تركيب الأظافر من عوائد الكفار المذمومة، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم ألا نتشبه بهم. قال صلى الله عليه وسلم: "خالفوا المشركين". وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم" (أخرجه أبو داود، وسنده حسن).
ثم إن تركيب الأظافر حائل يمنع من وصول الماء إلى الأصل مما يمنع صحة الطهارة (الغسل والوضوء).
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: "لا يجوز استخدام الأظافر الصناعية، والرموش المستعارة، والعدسات الملوّنة؛ لما فيها من الضرر على محالـّها من الجسم، ولما فيها -أيضًا- من الغش والخداع وتغيير خلق الله" [انظر: تلخيص فتاوى اللجنة الدائمة(1/155)].
أما بالنسبة إلى الطلاء الذي يوضع على الأظافر كالمناكير ونحوه فجائز؛ لأن الأصل في الزينة الإباحة ما لم يرد نص التحريم، ولم يرد في الباب نص يفيد التحريم فيستصحب الأصل. ولا يجوز للمرأة أن تخرج من بيتها بالطلاء إلا إذا كانت تلبس القفازين؛ لأن الخروج بالطلاء دون القفازين مظنة التزين للأجانب، والمرأة منهية عن ذلك.
وينبغي التنبيه أنه يجب إزالة الطلاء عند الوضوء؛ لأنه يمنع من وصول الماء إلى الأصل بسبب المادة الشمعية العازلة مما يمنع صحة الوضوء. فمن شروط صحة الوضوء في المذاهب الأربعة ألا يكون على العضو الواجب غسله حائل يمنع وصول الماء إلى البشرة، كشمع وشحم ودهن ودهان، وطلاء الأظافر للنساء.
[انظر: مَرَاقِي الْفَلاَح (34)، والزرقاني (1/54)، حاشية البجيرمي عَلَى الْخَطِيبِ (1/115)، وتحفة الْمُحْتَاج مَعَ حَاشِيَة الشرواني (1/186-187)].
لذا فإن الأوْلى ترك الطلاء بالمناكير لما فيه من جهد الإزالة وتضييع الوقت إلا إذا وجد ما هو سريع الزوال.
[انظر: الفقه الإسلامي وأدلته (1/322)، الخلاصة في فقه الأقليات (4/68)، أفراحنا بين المشروع والممنوع (19)].
والله تعالى أعلم