أعزائي : هؤلاء أبناؤنا وفلذات أكبادنا , سهرنا من أجلهم كي نبنيهم ونهيئهم للحياة , كي نجعلهم يقفون على أرض صلبة بعد كبرنا .
إن كنت قد وعدت ابنك بالرعاية الدائمة له , وكنت قد وعدت ابنتك بالحب والحنان الذي لا ينقطع , وإن كنت قد نذرت عمرك كله من أجله فلن تبخل عليه إذا بقضاء بعض الوقت معه , والحديث معه فيما يحلو له , وأن تصاحبه واعمل بحديث رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم : " لاعب ابنك سبعا , وأدبه سبعا , وآخه سبعا , ثم الق حبله على غاربه ".
لاعبوا أبناءكم سبعا ( من سنة إلى سبع سنين ) , وأدبوهم سبعا ( من سبع إلى أربعة عشر سنة ) , وصادقوهم سبعا ( من أربع عشرة إلى إحدى وعشرين سنة ), ثم اتركوا لهم الحبل على الغارب ( بعد إحدى وعشرين سنة اتركه ) , نعم اتركه ! فقد حصنته بالتربية المطلوبة وأصبح يدرك ويعرف الكثير .
ففي هذه السن لا يخاف عليه وهي السن التي تعتبرها بعض القوانين سن الرشد ولكن في الإسلام سن الرشد هي سن البلوغ , فأنت بذلك تكون قد أوصلت أبناءك إلى بر الأمان , وتكون قد عززت فيهم تربيتك وتعلموا منك كل الصفات والخصائص التي أردتها لهم , لذا على الوالدين الاهتمام بهذه القاعدة , وعدم إتيان سبع على سبع , لأن لكل من الأبناء مرحلته العمرية التي تتماشى وتتوافق مع فطرة الطفل .
حاول مشاركة طفلك أحلامه وسيسهل عليك غرس البذور في نفسه , بذور الخير , بذور الأمل , بذور العطاء , بذور الحب .
ولن يصعب عليك احتواء ابنك , وستكون مثله الأعلى , فمنك سيتعلم مبادئ الأخلاق , ومبادئ الحياة , وأنت من سيمهد له طريقه .
فالتربية ليست بالطعام والشراب , التربية توجيه , إرشاد , حث , وتعامل , وتعليم , فالطفل من عمر سنة إلى سبع سنين , يحتاج للرأفة والمداعبة فهو ملئ بالبراءة ويحتاج للعب واللهو واللمسة الحنون من والديه , أما الصبي من سن السابعة إلى الرابعة عشرة فإنه يتوق للانطلاق والخروج عن المألوف والتمرد .
لذا على الوالدين تأديبه إن لم ينصت إليهم خصوصا في الصلاة .
ففي الحديث : " مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر " والصلاة من الأمور الأساسية التي يجب على الوالدين الاهتمام بها , وتحبيبها في نفوس الأبناء , أما السبع الأخيرة , فيكون الأبناء في أمس الحاجة لمن يسمعهم ويوجههم للصواب وتصحيح معلوماتهم , والأجدر أن يصححها لهم آباؤهم لأنهم أكثر الناس حرصا على مصلحتهم , وهذا ما يحاول البعض التشكيك فيه وزعزعته , فتتزعزع العلاقة بين الآباء والأبناء .