النجم البرتغالي يخفق من جديد مع منتخب بلاده في المحافل الدولية بعدما مني بخيبة دولية أخرى بخروج برازيل أوروبا من نصف نهائي يورو 2012.
سيكون على نجم ريال مدريد الإسباني كريستيانو رونالدو الانتظار لعامين آخرين من أجل الإثبات أن باستطاعته قيادة منتخب بلاده البرتغال إلى المجد العالمي أو القاري، وذلك بعدما مني بخيبة "دولية" أخرى بخروج "سيليساو داس كويناش" من نصف نهائي كأس أوروبا 2012 على يد اسبانيا بطلة العالم وحاملة اللقب.
ستبقى صورة رونالدو وهو واقف الأربعاء والحسرة على وجهه بعد خسارة منتخب بلاده أمام جاره الايبيري بركلات الترجيح، عالقة في الأذهان خصوصا أن "سي ار 7" لم يحظ حتى بفرصة تنفيذ ركلته الترجيحية لأن اثنين من زملائه أضاعا ركلتيهما قبل أن يحين دوره.
أن التساؤل عن صحة قرار المدرب بابلو بنتو بتحديد تراتيبية اللاعبين الذين سينفذون الركلات الترجيحية، لم يعد يجدي نفعا حاليا، والأمر المؤكد هو أن رونالدو جر ورائه "ذيل الخيبة" مجددا بعد أن ذهب مسعاه لنقل تألقه على صعيد الأندية إلى منتخبه الوطني أدراج الرياح رغم أن نهائيات بولندا وأوكرانيا كانت أفضل مشاركات نجم مانشستر يونايتد الإنكليزي سابقا مع المنتخب الوطني (سجل ثلاثة أهداف).
ليس بإمكان أحد التشكيك بأن رونالدو يعتبر من أفضل اللاعبين الذين عرفتهم الملاعب لكن كأس أوروبا 2012 شكلت فصلا جديدا من فصول إخفاقات لاعب ريال في محاولة نقل تألقه على مستوى الأندية إلى الساحة الدولية.
لقد دون قائد المنتخب البرتغالي اسمه بالحرف العريض في سجل النجوم الكبار الذين أخفقوا بفرض سطوتهم على المسرحين القاري والعالمي وها هو يضيف إخفاق كأس أوروبا 2012 إلى إخفاق مونديال جنوب إفريقيا 2010 حين خرج خالي الوفاض بعد خروجه من الدور الثاني على يد المنتخب الإسباني (صفر-1) بالذات.
وعد رونالدو بأن "يفجر" نجوميته في العرس الكروي العالمي الأول على الأراضي الإفريقية لكن كل ما "فجره" هو بصقة في وجه مصور تلفزيوني كان يتبع خطاه بعد خسارة منتخب بلاده، ثم اتبعها الأربعاء بموقف محرج أخر إذ لم يحصل حتى على فرصته لتنفيذ ركلته الترجيحية في حين أن المخطط الأولي كان يقضي بأن يكون بطل تأهل بلاده إلى النهائي القاري للمرة الثانية في تاريخها من خلال تسجيل الركلة الترجيحية الأخيرة.
مما لا شك فيها أن رونالدو أدرك هذه المرة حجم المسؤولية الملقاة عليه ورغم بدايته الصعبة والأداء "العادي" الذي قدمه في المباراتين الأوليين من العرس القاري، نجح "سي ار 7" في الانتفاض بتسجيله ثلاثة أهداف في المباراتين التاليتين أمام هولندا وتشيكيا.
واعتقد الجميع أن رونالدو سيكون الشخص الذي يقضي على أحلام إسبانيا ببلوغ النهائي الثالث لها على التوالي (بعد كأس أوروبا 2008 ومونديال جنوب إفريقيا 2010)، وحصل النجم البرتغالي على فرصته من أجل تحقيق هذا الأمر في الثواني الأخيرة من الوقت الأصلي عندما وصلت إليه الكرة على طبق من فضة بتمريرة متقنة من راوول ميريليش، لكنه أطاح بها فوق العارضة رغم أن الفرصة كانت سانحة أمامه للتقدم بها قليل ثم تسديدها بعيدا عن متناول كاسياس.
"لم نفتقد إلى الإقناع لكننا كنا غير محظوظين"، هذا ما قاله رونالدو بعد مباراة الامس، مضيفا "هذه هي ركلات الترجيح"، لكن كان بإمكان رونالدو أن يعفي بلاده من ركلات الحظ لو نجح في أن يقدم شيئا من المستوى الذي قدمه في الدوري الإسباني، أو شيئا من الفعالية التي تميز بها الموسم الماضي حين سجل 60 هدفا في 55 مباراة ضمن جميع المسابقات.
الأمر المؤكد أن رونالدو نجم كبير على صعيد الأندية ولا يمكن لأحد أن ينكر عليه هذا الأمر وقد نجح في الارتقاء إلى مستوى التحدي الذي انتظره في موسمه الأول مع ريال مدريد الذي انتقل إليه في صيف 2009 من مانشستر يونايتد الإنكليزي، وظهر بمستوى مميز في موسمه الأول مع النادي الملكي بتسجيله 26 هدفا في الدوري المحلي، لكن فريقه مني بالفشل أن كان محليا أو أوروبيا بعد أن خسر الدوري المحلي لمصلحة غريمه التقليدي برشلونة، وودع مسابقة الكأس المحلية بطريقة مذلة على يد هواة الكوركون، ودوري أبطال أوروبا من الدور الثاني على يد ليون الفرنسي، ليخرج البرتغالي خالي الوفاض تماما من موسم للنسيان.
وواصل رونالدو تألقه الشخصي خلال موسم 2010-2011 حيث حصد جائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في البطولات الأوروبية المحلية بعدما أنهى الدوري الإسباني برصيد 40 هدفا، لينفرد بالرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في موسم واحد في تاريخ "لا ليغا" والذي كان يتقاسمه مع مهاجم اتلتيك بلباو تيلمو زارا الذي حقق هذا الانجاز عام 1951، والمكسيكي هوغو سانشيز الذي حققه مع ريال مدريد عام 1990.
وتفوق رونالدو موسم 2010-2011 على ما حققه مع مانشستر خلال موسم 2007-2008 عندما سجل حينها 31 هدفا في الدوري الانكليزي الممتاز، وهو سجل أهدافه الأربعين في 34 مباراة في الدوري.
لكن النجم البرتغالي خرج مجددا خالي الوفاض مع فريقه الذي انحنى مرة أخرى أمام برشلونة أن كان في دوري أبطال أوروبا أو الدوري المحلي، وكل ما حصل عليه هو الفوز بكأس إسبانيا على حساب النادي الكاتالوني بالذات.
لكن الموسم المنصرم كان مختلفا بالنسبة للنجم البالغ من العمر 27 عاما إذ تمكن من إحراز لقب الدوري الإسباني على صعيد الجماعي، وتفوق على الانجاز الذي حققه في 2011 من حيث عدد الأهداف المسجلة في "لا ليغا" حيث أحرز 46 هدفا (60 في جميع المسابقات) إلا أنه لم يتمكن من إحراز لقب الهداف لأن نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي تفوق عليه بفارق 4 أهداف وأصبح صاحب الرقم القياسي من حيث عدد الأهداف المسجلة في موسم واحد في الدوري الإسباني.
سعى رونالدو جاهدا هذا الصيف لكي يقول كلمته على الساحة القارية لكنه اصطدم مجددا بواقع أن البطولات الدولية الكبرى لا تعترف بالفردية بل تحتاج إلى أن يذوب المرء نفسه ضمن الجماعة لكي يتمكن من الوصول إلى المجد، وكل ما عليه فعله أن يسأل زملاءه في ريال مدريد ما هو الدور الذي يلعبونه في المنتخب الوطني، فهل يرى بأن أيا منهم يفرض نفسه على الآخرين لأنه يلعب في ريال مدريد أو يطالب بتنفيذ جميع الركلات الحرة التي كانت كفيلة امس وفي الوقت الحاسم بمنح البرتغال بطاقة النهائي في حال لو نجح "سي ار 7" في ترجمة أحداها أو السماح لأحد زملائه، مثل جواو موتينيو، في اختبار حظه على الأقل.